في قيظ الصيف، تحت شمس يوليو/تموز اللافحة وحتى منتصف أغسطس/آب، يتعطّش المارّة في شوارع القاهرة إلى ظلّ شجرة يعبرون من خلاله، وهناك -ولا سيما على نواصي الشوارع- لا تكاد تخلو تلك الأماكن في هذه الأيام من عَربة تين شوكيّ كما يسميه الناس في مصر، أو “صبّار” و “صبر” كما يُسمَّى في بلاد المشرق العربي، أو “الهندي” كما يعرفه المغاربة.
وتتخذ ثمار التين الشوكي ألواناً تتدرّج من الأخضر إلى الأحمر مروراً باللون الأصفر والأرجواني. ويتدرّج كذلك مذاق الثمار؛ وتُعدّ ذات اللون الأصفر أشهى حتى من الثمرة ذات اللون الأحمر، كما أكّد لي بائع التين، سيّد أو أبو ياسين كما يحب أنْ يناديه الناس.
يقول أبو ياسين، وهو رجل أربعيني من صعيد مصر، إن “الثمرة الأُنثى تكون بطبيعة الحال أكثر حلاوة ونعومة من الثمرة الذكر”، زاعماً أنه يستطيع أنْ يميّز الأخيرة بسهولة، بما “تحمل من زوائد، وبما يكون عليها من بقايا حبوب اللقاح”.
ويتراوح ثمن ثمرة التين الشوكي الواحدة في القاهرة هذا العام بين جنيهيْن وسبعة جنيهات مصرية (0.04 – 0.14 دولار)، تبعاً لحجم الثمرة، بحسب أبو ياسين الذي يقول إنّ القفص به نحو 85 ثمرة يكلّفه حوالي 400 جنيه مصري (8.22 دولار)، شاملة تكاليف النقل وغيره.
وينفي البائع الجوال للتين الشوكي التربُّح كثيراً من عمله، قائلاً إن “الذي يتربّح بحقّ هو التاجر الذي يشتري الثمار من المزرعة، أمّا السرّيحة من أمثالي فلا يتحصّلون على الشيء الكثير على مدار الموسم الذي يمتد لنحو شهر ونصف الشهر فقط طوال العام”.